Peter Tibber

Ambassador to Colombia

9 September 2012

من المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان

من وقت لآخر أود أن أدعو بعض الضيوف للكتابة في مدونتي  للإسهام في هذا الفضاء. أنا في غاية السرور أن مبعوثنا الخاص للسودان، روبن غوين، الذي سيحضر المفاوضات في أديس أبابا، قد كتب هذا الأسبوع ما يلي:

روبن غوين
المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان، روبن غوين

“أنا في غاية السعادة لتعييني في هذا المنصب في شهر مايو من هذا العام بعد عدة سنوات من العمل في الشؤون الأفريقية في لندن و كذلك أثناء عملي في كينيا، غانا ونيجيريا. إن حقيقة أن المملكة المتحدة لديها مبعوث خاص دليل على إلتزامنا المستمر تجاه السودان وجنوب السودان. لدينا علاقات تاريخية طويلة الأمد مع السودان قبل الإنفصال و نريد أن نبني عليها ونطورها في إطار علاقاتنا مع السودان وجنوب السودان. كثير من الناس في كلا البلدين يقولون لنا أن لدينا دوراً نقوم به وفي الوقت الحاضر فإننا  نركز على المحادثات في أديس أبابا التي أستأنفت هذا الأسبوع والتي سأكون حاضراً فيها. هذه عملية تقودها الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي و نحن ندعمها بشكل كامل. الهدف هو إكمال عملية تم إنجاز الكثيرمن الأشياء فيها بالفعل و أهمها  تلك الخطوة النادرة لإنشاء دولة جديدة و التي تستحق حكومتا البلدين عليها تقديراً كبيراً.

لقد تقلدت هذا المنصب بفترة وجيزة عقب قيام الإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي بوضع جدول زمني لمدة ثلاثة أشهر لحل كافة النزاعات المعلقة بين السودان وجنوب السودان. لذلك دائماً ما بدا أنه من المهم بالنسبة لي أن تكون هذه الفترة بمثابة الفصل الأخير لعملية طويلة جداً، وليس عملا روتينياً في إطار محادثات جارية لا تلوح لها نهاية واضحة في الأفق. هذه في الواقع أفضل لحظة للأطراف لإنهاء عقود من الصراع و تحديد مسار جديد للسلام، التعايش المشترك والتقدم في كلا البلدين.

من النقاشات مع كلتا الحكومتين ومن خلال حضور عدة جولات من المحادثات في أديس أبابا، تكونت لدي قناعة بأن هذا أمر قابل للتحقيق. بالطبع فإن ذلك ليس سهلاً في ظل وجود عدد من القضايا الفنية المعقدة التي يتعين حلها حتى في حال وجود إرادة سياسية واضحة. ما الذي يزيد من فرص النجاح؟ في رأيي أن هناك ثلاثة نقاط رئيسية:

–         إظهار الإرادة السياسية: من السهل الحديث عن الإرادة السياسية  ولكن ماذا تعني من الناحية العملية؟ في السياق الذي نتحدث عنه أعتقد أن كلتا الحكومتين بحاجة إلى أن تكونا واضحتين- وأن توضحا بجلاء – أن النزاع قد إنتهى وأن الطريق إلى الأمام يكون عن طريق التعاون وليس المواجهة. هناك عدة طرق عملية يمكن للحكومتين من خلالها أن تثبتا ذلك لا سيما على المستوى الأمني – و بخاصة إيقاف الدعم عن الجماعات المسلحة والمخربين في أراضي الطرف الآخر. يمكن كذلك بناء الثقة بتنفيذ تلك الإتفاقيات التي تم التواضع عليها من حيث المبدأ: الحريات لمواطنيّ البلدين، النفط والترتيبات المالية. سيكون من الجيد كذلك أن نسمع كلا الجانبين و هما يحددان رؤيتهما لفوائد التعايش المشترك و بشكل خاص على الصعيد الإقتصادي. قبل كل شيء، يحتاج الطرفان إلى تبديد أي إنطباع راسخ بأن المحادثات مجرد محطة للإنتظار بلا فعل يأمل فيها الطرفان أن يحدث تغيير من خلال الضغوط الاقتصادية أو غيرها من الضغوط الداخلية في الدولة الجارة.

–         التعامل مع الحقائق: هذا الأمر له جانبان رئيسيان: أولاً، أن تكون الخلافات مستندة على الحقائق وليس على الإفتراضات أو سوء الفهم والمثال الجيد هنا هو أهمية الخريطة التي إقترحها فريق التفاوض الخاص بالإتحاد الأفريقي. إن الإتفاق على هذه الخريطة سيمكن من الإتفاق على إقامة منطقة حدودية آمنة و منزوعة السلاح (SDBZ)  كما سيتيح نشر مراقبين من كلا الجانبين والذي بدوره سيكون له أثر إيجابي على الأمن. لقد تم التأكيد مراراً بواسطة مجلس الأمن الدولي وكذلك من داخل الإتحاد الأفريقي على أن الخريطة ليس لها أي تأثير على الوضع النهائي للخط الحدودي وهو تأكيد يحتاج الطرفان أن يثقا به وأن يعملا وفقاً له. ثانياً، أن يكون الطرفان حصيفين وصادقين في تحليل التكلفة-الفائدة المترتبة على الفشل في التوصل إلى اتفاق في المحادثات التي تستأنف اليوم سواء من حيث الفرصة الضائعة على الشعبين وإقتصاد البلدين  وعواقب ذلك بالنسبة الذين يتم تحديدهم كمسؤولين عن إعاقة  التقدم بموجب التفويض الممنوح للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

–         إعتماد رؤية بعيدة المدى: يبدو واضحاً من خارج المنطقة أن قدرات البلدين حالياً رهينة للمسائل التي لم تحل بعد وكذلك لخطر الصراع المتربص من الخلف. هناك قليل من العجز في إستخدام حسن النية من جانب الشركاء الدوليين التقليديين والجدد لكلا البلدين – بما في ذلك المملكة المتحدة- لدعم عملية الإصلاح والتنمية، بمجرد أن تؤتي عملية السلام ثمارها. إن الفوائد التي سيجنيها الناس في كلا البلدين، وفي كل المنطقة، ستكون هائلة و لكن عدم القيام بذلك ببساطة سيطيل العذاب و مثال على ذلك ما حدث من خسائر في الإيرادات نتيجة لإيقاف إنتاج النفط في بداية هذا العام. كلا البلدين يواجهان أيضاً قضايا داخلية خطيرة بما في ذلك الفساد والحاجة إلى الإصلاح السياسي ولكن مع القيادة الحكيمة يمكن معالجة هذه القضايا. من خلال تجربتي أقول أن الناس في جميع أنحاء أفريقيا يطالبون بشكل متزايد بهذا المستوى من القيادة  وأنا لا أرى سبباٌ لإستثناء السودان وجنوب السودان من هذا التوجه.

بقدر ما تنطبق هذه المبادئ على الخلافات بين السودان وجنوب السودان فإنها كذلك ذات صلة بالنزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث يتطلب الوضع الإنساني هناك إستجابة عاجلة ونحن نحتاج أن نرى القادة في كلا الجانبين يتمتعون بالشجاعة السياسية لتغيير نهجهم وإيجاد تسوية على المدي الطويل  لتلبية إحتياجات سكان هاتين المنطقتين.

ستظل المملكة المتحدة داعماً نشطاً، حتى في مجلس الأمن الدولي، لعملية السلام التي يقودها الإتحاد الإفريقي برئاسة الرئيس السابق مبيكي و لجنته رفيعة المستوى. نخطط أيضاً لمواصلة العمل عن كثب مع أصدقاء وشركاء كلا البلدين كي نحثهما ونشجعهما على إغتنام هذه الفرصة للتحرك إلى الأمام. إنني أتطلع قدماً أن أقوم بدوري الشخصي في هذا الإطار خلال ما نأمل جميعاً أنه سيكون شهراً بالغ الأهمية لكلا البلدين وللسلام والتنمية في أفريقيا.

حول Peter Tibber

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was…

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was a member of the Senior Management Team of UKTI. He was ambassador to Sudan August 2011 to August 2015.

تابع Peter