28 February 2017 الشرق الأوسط

تمويل بريطاني جديد لدعم البحث العلمي وأمن الإنترنت في الخليج

قدمت الحكومة البريطانية تمويلا جديدا بقيمة  3.4 مليون دولار إلى دول الخليج لدعم مشاريع البحث العلمي وأمن الإنترنت فيها.

وأفاد تقرير صادر عن المجلس الثقافي البريطاني، ووزعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي، أن التمويل سيتيح لعلماء من المملكة المتحدة والخليح العمل معا على ثمانية مشاريع بحثية متقدمة في دول الخليج الست في مشاريع بحث علمي في مجالات عديدة  ترتبط بأولويات دول الخليج منها أمن الانترنت والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والبيئة.

يُذكر أن المشروع تُديره وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني، حيث أطلقا دعوة مفتوحة لتقديم طلبات البحث العلمي المشترك في دول الخليج الست في يوليو 2016. وقد حظيت الدعوة بنسبة استجابة عالية حيث تم استلام 172 طلباً من مؤسسات التعليم العالي والهيئات البحثية في الخليج.

وخضعت الطلبات لمراجعة دقيقة من قبل مجموعة من الأكاديميين الدوليين القادة في المجال بين يوليو 2016 ويناير 2017 وتم بعدها ترشيح أفضل الطلبات في فبراير 2017. وقد غطت الطلبات جميع دول الخليج، حيث ترشح طلبان من السعودية، واثنان من الإمارات العربية المتحدة وطلب واحد من كل دولة خليجية متبقية. وسوف يحصل كل مستفيد على منحة تصل إلى نحو نصف مليون دولار لتنفيذ المشاريع على مدار عامين، حيث سيعمل العلماء من المملكة المتحدة والخليج معاً لضمان أن تحقق هذه الفرص التعاونية أعظم أثر لكل من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى ترسيخ شراكات طوية الأمد في أهم مجالات البحث العلمي.

وقال أمير رمضان، مدير المجلس الثقافي البريطاني في منطقة الخليج، إن “العدد الهائل من الطلبات التي وصلتنا جعلت من هذه الدعوة المفتوحة الأكثر نجاحاً عالمياً. من الواضح أن هنالك قابلية كبيرة في منطقة الخليج للمشاركة بالمعرفة والأفكار مع المملكة المتحدة. فهذه المشاريع تتناول مجالات بحث استراتيجية من شأنها دعم وربما تسريع عملية التحول إلى اقتصادات قائمة على المعرفة المستدامة في الخليج.”

وقد ساهم برنامج الخليج للابتكار العلمي واقتصاد المعرفة (GSIKE) في مشاركة أكثر من 226 عالماً من أنحاء منطقة الخليج في ندوات بحثية وورش عمل لبناء القدرات في الأشهر الاثني عشر الماضية. وسوف تواصل في تمهيد الطريق لمزيد من التعاون البحثي طويل الأمد على مدى السنوات الثلاثة المقبلة من خلال ورش العمل، والندوات والنقاشات التي تجمع بين الباحثين العلميين، والمؤسسات البحثية، ووكالات التمويل، والصناعة، ومجالس التعليم العالي، ووزارات التربية والتعليم من كلا المملكة المتحدة ودول الخليج.

مشاريع البحث العلمي الثمانية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الممولة عبر برنامج “الروابط المؤسسية”:

السعودية

تقنية النانو (الجزيئات متناهية الصغر) – يهدف المشروع، الذي يجمع بين باحثين من جامعة كينت وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، إلى تعزيز فهم تقنية الجزيئات متناهية الصغر الجديدة القائمة على العناصر الترابية النادرة. يمكن لهذه الجزيئات المميزة تخزين الأكسجين وتتمتع بنطاق واسع من الاستخدامات المحتملة مثل تحويل الطاقة، وتخزين الطاقة، والحماية والمعالجة البيئية. وتشكل، في الوقت الراهن، أكثر من 100 شركة بريطانية جزءاً من صناعة خلايا الوقود الهيدروجينية في المملكة المتحدة.

أمن الانترنت – يهدف التعاون بين جامعة الملك سعود وجامعة لوبورو في المملكة المتحدة إلى تطوير أمن الكتروني أفضل لـ “إنترنت الأشياء Internet of Things”. وبما أن أكثر الأجهزة التي نستخدمها بدءاً من المنتجات الاستهلاكياً وصلاً إلى أنظمة الإضاءة وشبكات الطاقة مرتبطة جميعها بالانترنت، فإن الخطر السيبراني على الحياة اليومية قد أصبح أعظم. وباستخدام نظرية الألعاب للتنبؤ بماهية الأنشطة والنتائج التي سيتميز بها أي هجوم على الانترنت، فإن هذا المشروع يسعى أيضاً لخلق طرق ديناميكية أفضل للكشف عن عمليات الهجوم على هذه الأنظمة الحساسة.

قطر

الطاقة المتجددة – يسعى المشروع، الذي يجمع بين باحثين من جامعة نيوكاسيل وجامعة قطر، إلى تعزيز الفهم حول عمليات احتراق الغازات الحيوية. ويوفر مصدر الطاقة المتجددة هذا، الذي يتم الحصول عليه من مكبات النفايات ومخلفات الحيوانات والإنسان العضوية، وقوداً محتملاً لتوليد الكهرباء وصناعة السيارات. وقد ساعدت الشراكة على تحديد بعض الفرص في قطر نظراً لوجود شركات النفظ والغاز فيها، وسوف تعمل على الجمع بين خبرة الخليج التجريبية ونموذج الحاسب الفائق من المملكة المتحدة.

الإمارات العربية المتحدة

تحلية المياه – تهدف الشراكة بين جامعة مانشستر ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا إلى استخدام تقنية الغرافين العالمية لتحسين تقنيات تحلية المياه القائمة على الأغشية. وتسعى هذه المواد الجديدة إلى تقليص الطاقة المطلوبة وزيادة حجم المياه العذبة الناتجة. إن استهلاك الطاقة يحد من عمليات التحلية الراهنة، وسوف يتم تحديد شركاء مناسبين في الصناعة، خلال تقدم المشروع، من أجل الاستثمار في نتائج الأبحاث.

البيئة. يسعى هذا التعاون بين جامعة بريستول وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث إلى تحسين عمليات الكشف عن تكاثر الطحالب الضارة والتنبؤ بها والحيلولة دونها. وتزداد هذه الانتشارات الطحلبية في مياه الخليج ويمكن أن تترك أثراً سلبياً كبيراً على صحة الإنسان، والسياحة، وتحلية المياه والصناعات المائية. ويمكن للتحذير المبكر والبحث في أسباب تكاثر الطحالب الضارة أن يؤدي بشكل كبير إلى تقليص أثرها الاجتماعي والاقتصادي.

سلطنة عُمان

الأمن الغذائي – تهتم هذه الشراكة بين جامعة شيفيلد وجامعة صحار بتطوير طريقة مبتكرة للتوسع في الزراعة من شأنها التقليص من استهلاك المياه العذبة بشكل كبير. وسوف يبني التعاون على القدرات البحثية داخل الدولة ويعمل على إثبات إمكانية خلق “قطاع زراعة غير ترابية” مستدام وكفؤ في استخدام الموارد يتم تكييفه بالشكل الأمثل ليناسب الظروف البيئية والسوقية في سلطنة عمان.

الكويت

معالجة النفايات المستدامة- سوف يجمع المشروع المقترح بين فريق من الخبراء من جامعة كرانفيلد، وجامعة أستون والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت للعمل على تحسين المعالجة الحرارية للنفايات. وتتضمن العملية استخدام الطاقة الشمسية لتحويل النفايات إلى زيوت عضوية مفيدة بطريق أقل اعتماداً على الموارد. وسوف يعمل الفريق مع الهيئات الاستشارية الكويتية، والهيئة العامة للبيئة الكويتية، وشركات كويتية وبريطانية لإدارة ومعالجة النفايات، بالإضافة إلى شركات استثمار من أجل الاستمرار في تطوير العملية وتعزيز التكنولوجيا. ويُحتمل أن تنتشر هذه التكنولوجيا في بقية دول الخليج وخارجها.

البحرين

الطاقة المتجددة – سوف يؤدي التعاون إلى تأسيس مركز بحوث دائم للطاقة المستدامة والمياه في جامعة البحرين بحيث يرتبط بشكل وثيق بمركز تقنية أنظمة الطاقة المتجددة (CREST) في جامعة لوبورو وبوحدة الطاقة المستدامة (SEU) البحرينية. سوف يكون للمركز الجديد أثر إيجابي قوي على هذه المجالات ذات الأولوية، حيث سيعمل إلى جانب هيئة الكهرباء والماء البحرينية لتوفير البحوث والدعم الفني في تطوير وتنفيذ الخطة الوطنية البحرينية للطاقة المتجددة (NREAP). وسوف يعمل في النهاية على ابتكار طرق مقاسة كمياً وقابلة للتطبيق تقنياً لتطوير نظام مستدام للطاقة والماء للبحرين في عام 2030. وسوف يركز التعاون بشكل مكثف على بناء القدرات في المركز الجديد.

عن برنامج الخليج للابتكار العلمي واقتصاد المعرفة الممول من الحكومة البريطانية

يُعد تمويل “الروابط المؤسسية” جزءاً من برنامج الخليج للابتكار العلمي واقتصاد المعرفة الممول من الحكومة البريطانية بتكلفة 9 مليون جنيه استرليني. ويأتي هذا الالتزام الاستراتيجي والمالي الجديد لتعزيز الشراكات مع دول الخليج (البحرين، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والسعودية والإمارات العربية المتحدة) بقيادة وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية. ويُدرك برنامج الخليج للابتكار العلمي واقتصاد المعرفة (GSIKE) أن معالجة هذه التحديات يحتاج لنهج متكامل من البحوث والابتكار يجمع بين الباحثين من المجالات، والقطاعات والبلدان المختلفة في فرص تعاون عالية الجودة.